فلا بدّ أن يوحدهم هذا الكتاب ، وهل من كتاب لله يفرق بين الناس أم انّهم حرفوا معاني الكتاب وفسروه حسب أهوائهم؟ وهذا يعني انهم لم يستفيدوا من كتابهم شيئا حيث ان الذين لا كتاب لهم أيضا يختلفون بعضهم على بعض.
(كَذلِكَ قالَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).
[١١٤] لان هؤلاء يختلفون مع بعضهم في الدين فإنهم يمنعون رفاقهم من دخول معابد أعدائهم ، ويشنون حربا دعائية ضدها ، ولكن السؤال الموجه لهم : أنتم تخالفون بعضكم في قضايا مادية ، فلما ذا تمدون هذا الخلاف الى الدين والى عبادة الله؟!
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها).
وبهذه الطريقة يشيعون حول المساجد جوا من الخوف والريبة ، إذ يتهم كل فريق معبد الفريق الاخر مما يجعلون المساجد موضع التهم والخلاف ولذلك :
(أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلَّا خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ).
الخزي في الدنيا لطغيانهم على بعضهم ، والعذاب في الاخرة لتغييرهم الدين ، وتحريفهم مبادئ الوحدة والتضحية فيه.
تضخيم الاختلافات :
[١١٥] الخلافات القائمة بين الأديان ليست كبيرة ، وانما ضخّمها أصحاب المصالح المادية من أجل الاكتساب منها. مثلا اختلاف القبلة. فالله هو الا له في