(فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً)
فإبراهيم لم يحصل على الرسالة مجانا وبلا ثمن أو لأنه يملك عنصرا أجود من غيره أو دما ازكى حتى يسري ذلك الدم في أبنائه بل أعطاه الله الرسالة بعد امتحان عسير .. ثم ان إبراهيم طلب النبوة لأبنائه فرفض طلبه.
(قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)
وفي ذريتك من هو ظالم يفشل في الاختبار والامامة عهد الله وعهد الله لا يعطى للظالمين.
[١٢٥] هنالك حجتان تمسك بهما أهل مكة للدلالة على انهم أقرب الى الله من غيرهم وبالتالي فلهم الحق في السيادة على العرب.
الحجة الاولى : انهم أبناء إبراهيم وورثته على البيت وقد ادحضها القرآن في الآية الاولى.
الحجة الثانية : ان الله منّ على بلدهم باليسار والخير وكمثل كل الأغنياء في الأرض يزعمون ان الله لم ينعم عليهم بالغنى الا لأنهم أقرب الناس اليه سبحانه وفي الآيتين التاليتين دحض لهذه الحجة السخيفة يقول الله :
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ)
مركزا للناس في الجزيرة يعودون اليه لما خرجوا منه.
(وَأَمْناً)
حيث وفر الله فيه السلام حيث ينعدم السلام في سائر أنحاء الجزيرة .. ولكن