المبين ، وعملوا المستحيل في سبيل حجب النور الباهر عن التسرب الى قلوبهم خوفا من امكانية تأثرهم به وتنورهم بشعاعه الكبير.
لقد كان الكفار يتواصون بهذه المقولة التي نقلها القرآن الحكيم عنهم :
«وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ».
انهم كانوا يحذرون من النور ويتهربون منه ولقد جاء أحدهم الى الرسول يسأله عن قرآنه ، فلما تلى النبي بعض آيات الكتاب ضعف الرجل وشد على فم الرسول (ص) بيده قائلا : انا أناشدك الله والرحم الا تسكت.
ثم تولى الى قومه قائلا انه سحر يؤثر.
انه لم يستطع الصبر على تيار النور الذي كاد يلف قلبه لذلك اسكت النبي وتولى هاربا.
ان المطلوب من الإنسان هو الانفتاح على القرآن واستماع آياته بتدبر وتجرد.
اذن سوف يجد المرء كيف تحدث المعجزة.
لقد حاول رجل مجرم ان يتسلق جدارا لينهب المال ويغتصب النساء فسمع صوتا ينبعث من داخل البيت ويتلو هذه الآية الكريمة :
«أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ».
فاستمع الى الآية بضع ثوان ثم انفجر باكيا وقال : بلى آن الوقت الذي يخشع قلبي القاسي لذكر الله. وما نزل من الحق ، بلى آن فهبط من الجدار وتولى بوجهه شطر المسجد واعتكف فيه الى الأبد ، ان تدبر هذا الرجل في آية واحدة حوله من مجرم