(سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها)
زاعمين انّ الواقع السابق للأمّة حيث كانوا على قبلة معينة ، يجب ان يظل قائما ، كلا.
(قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
الصراط المستقيم في العمل هو : وجه الله سبحانه ، وليس التوجه الى المشرق والمغرب.
[١٤٣] والتوجه الى الكعبة لم يشرع في الإسلام ، الا لكي يجعل الله من المسلمين امة متميزة عن الأمم الاخرى ، ورقيبة على مدى تطبيق سائر الأمم لتعاليم الله ، في الحق والحرية ، والعدالة الاجتماعية ، ولو كانت الأمة متجهة الى قبلة أهل الكتاب لم تكن قادرة على توجيه مشركي العرب المعتقدين بالكعبة ، كما انها لم تكن تستطع توجيه اليهود والنصارى الذين كانوا يزعمون أنفسهم ـ انئذ ـ أصحاب القبلة ، ويعتقدون ان المسلمين مجرد اتباع لهم ، لذلك قال الله تعالى :
(وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)
هداكم الله الى صراط مستقيم هو : الصراط الوسط بين تطرف الناس ذات اليمين وذات الشمال ، بين تطرف اليهود الى المادية ، وتطرف النصارى الى الرهبانية ، بين الحرية الفوضوية وبين الاستبداد الغاشم ، بين ظلم الفرد للجماعة ، وبين ظلم الجماعة للفرد ، والهدف من الأمة الاسلامية ان تكون شاهدة على مسيرة الأمم الاخرى.
(لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ)
ماذا يعني الشهداء على الناس؟