ميزان أعمالكم.
[١٤٩] ولكن هذه الفكرة لا تدعونا الى تمييع الحدود ، والقول بأنّ المؤمن يمكنه ان يصلي الى اية جهة شاء ، كلا ، إنما عليه ان يلتزم بحدود الشريعة ، ولكن دون ان يكتفي بها ، لذلك تجد القرآن يعود ويأمر بالتوجه شطر المسجد الحرام ويقول :
(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)
انه الحق ، بالرغم من مقاومة أئمة الضلال لك على ذلك ، وما دام الفرد على الحق ، فلا بد الّا يأبه بمعارضة الناس ، مهما كانوا كبارا عند أنفسهم ، وعريقين في الدين.
[١٥٠] ثم يؤكد القرآن ضرورة الاستقلال الفكري وعدم الخوف من الناس في الحق ويقول :
(وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)
هؤلاء الظالمون سوف يحتجون عليكم ، سواء اتبعتم الحق ، أم الضلال ، وعليه فلا بد من إسقاط هؤلاء عن الحساب وعدم التفكير فيهم ، يبقى الناس فهم يعرفون مدى أهمية المسجد الحرام ، وكانوا يتساءلون لماذا أنتم باقون على التوجه الى بيت المقدس بالرغم من أهميته الثانوية ، الآن عودوا الى المسجد الحرام ، حتى لا تكون لهؤلاء الناس حجة عليكم ، خصوصا وهم على الأغلب ممن يكرم المسجد الحرام.
وما دام الإنسان على حق وقد استطاع ان يجلب أكثر الناس الى صفّة عن طريق النهج السليم والعمل الصالح ، فعليه الا يخشى طائفة من الناس ، هم طبقة