(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)
اي لا تكفروا بي وبنعمتي.
بماذا نستعين؟
[١٥٣] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
الفكرة الحضارية أو الرسالة هي نواة تكوين الامة ، ومسئولية الامة تجاه هذه الفكرة هو التذكر والشكر ، ولكن الامة بحاجة الى طائفة من الصفات الضرورية وأبرزها الاستعانة بالصبر والصلاة ، تلك الاستعانة التي امر الله بني إسرائيل بها حين أمرهم بالواجبات الصعبة.
والصلاة هي الانقطاع عن الحياة ، والتوجه الى الله ، بحيث لا يتّكل الإنسان على اي شيء في الدنيا ، بل على الله والعمل الصالح ، واية امة أرادت ان تتقدم فعليها ان تستمد القوة من الله ، من الايمان به ، والعمل بتعاليمه ، والاستفادة من نعمه على الإنسان. ومن دون هذا الانقطاع تفقد الامة تعاليم رسالتها ، وقواها الذاتية ، وتتكل على القوى الخارجية ، وتكتب بذلك نهايتها المحتومة.
والصبر هو التطلع الى المستقبل ، والتضحية ببعض النعم في الحاضر من أجل تحقيق أفضل منها في المستقبل ، ومن هنا فمن دون رؤية المستقبل والتطلع الى تحقيقه لا تتقدم الأمة ، إذ التقدم بحاجة الى (استثمار) بعض الطاقات في (سوق الزمان) حتى يحصّل الربح في المستقبل.
الفلاح يدفن تحت الأرض رزقه من الحبوب ، ويبذل عليه جهده ، ويتطلع الى المستقبل حيث تتحول الأرض الى حقل خصيب ، فلو لا جهده وانتظاره هل كان يستطيع ان يحصل على الانتاج؟ كلا ... كذلك الامة عليها ان تصبر .. أن تعمل