للمستقبل البعيد .. وفيما يلي يضرب لنا القرآن بعض الامثلة على الصبر.
إذا أردت أن لا تموت :
[١٥٤] أوّل الصبر الرضا النفسي بالتضحيات وجعل القرآن المضحين في سبيل الله في قمة المجد الاجتماعي ، ليشجع الباقين على المسير في دربهم.
(وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)
احياء لان القتل قد نقلهم من حياة الى حياة ، من حياة الجسد الى حياة الروح ، من الحياة الظاهرية الى الحياة الحقيقية ، فلم تكن الشهادة الا بابا دخلوا منه الى رضوان الله ، واحياء لأنهم وفروا فرصة الحياة للالوف من الناس.
إن الكرامة حياة ، والحرية حياة ، والعيش السعيد حياة ، ومن يموت في سبيل هذه المبادئ الدينية فهو حي في تلك المبادئ. ان الشجرة التي اقتلعت لكي يتحول كل فرع منها الى شتيلة لشجرة جديدة لم تمت ولن تموت ، والحبة التي دفنت تحت الأرض لكي تتحول الى سنبلة فيها مائة حبة لم تمت ولن تموت.
والشهيد الذي وقف حياته لمبادئه الرسالية ، حيث كان حيا ثم قتل لتحيا تلك المبادئ ، انه لم يمت ، وإنّ أمة تكرم شهداءها وتحي ذكراهم وتجعلهم احياء بينها هي امة حية لا ولن تموت.
[١٥٥] الذي مضى شهيدا حي يرزق عند الله ، والباقون من أبناء الامة سوف يقضون ظروفا صعبة تتمخض عن حياة مجيدة ، وعلى الامة ان تكون مستعدة أبدا للتضحية ، حتى تستطيع التقدم وتفجر طاقاتها ، وتزيدها تلاحما وصلابة وعمقا.
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ