وَالثَّمَراتِ)
انها حياة البناء التي لا بد ان تقضيها الامة قبل البدء بالمسيرة الصاعدة ، انها فترة تجميع الرأسمال عند من يريد ممارسة التجارة ، أو فترة الدراسة لمن يريد ان يصبح خبيرا أو عالما ، انها بالتالي فترة العطاء وفي هذه الفترة يجب ان تتحلى الامة بالصبر.
(وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)
[١٥٦] (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ)
إن هؤلاء لا ينظرون الى المصيبة ذاتها ، انما ينظرون إليها ضمن اطار عام يجعلونها فيه ، فهم يتصورون ـ خلال المصيبة ـ انهم مجندون في سبيل الله ، قد شروا أنفسهم ابتغاء مرضاته ، ولا يجوز لمن باع بضاعة ان يطالب بها. والمسلم الحقيقي لا يفكر في جسده أو في ماله ، لأنه قد باعهما سلفا ، ثم انهم يتصورون النهاية السعيدة التي تنتظرهم لو صبروا على المتاعب في سبيل الله.
إن اية خسارة في سبيل الله يجب ان توضع في اطار النظرة التاريخية العامة التي تجعل من الخسارة شيئا تافها امام المكاسب الكبيرة التي تنتظر الامة في المستقبل. ثم أليس البشر أساسا لله ، خلقه الله لا من شيء. ثم جعله شيئا مذكورا ، أو ليس يعود اليه بالتالي ـ عاجلا أو آجلا ـ فلما ذا الجزع على المصيبات وهي لا بدّ منها بصورة أو بأخرى.
[١٥٧] ما جزاء الصابرين؟ وما ثوابهم؟
انه صلوات من ربهم ، ان الله قريب منهم ويحبهم ، ويبعث إليهم ببركاته ويرحمهم ، فيخفف عنهم الصعوبات في المستقبل.