اتباع لغير الله شرك ، بل وكل سماع عن غير الله شرك. ويصور لنا الله يوم القيامة حيث يتبرأ التابعون عمن اتبعوهم بعد ان تخلى أولئك عنهم. كذلك في الدنيا علينا الا نضيّع رؤيتنا ونتبع كل من تحدث عن الله ، بل نفكر فيمن نتبعه وكيف نتبعه.
ان هذا الدرس يكمل الدرس السابق الذي كان يتناول شروط نهوض الأمة ، إذ ان من ابرز هذه الشروط ، وحدة التوجيه الثقافي للأمة.
بينات من الآيات :
[١٥٨] كما جاء في آيات اخرى ، امر الله إبراهيم بان يسكن زوجته هاجر وابنها في مكة بواد غير ذي زرع ، وان يرحل عنهم. فاستجاب واستجابت زوجته لأمر الله ولما استقرت هاجر في مكة ، عطش ابنها الرضيع. فطلبت له الماء فلم تجد قطرة ماء. وكان هناك جبلان ، أخذت هاجر تطوف بينهما ، وتحاول ان تجد أحدا تستنجد به وعند ما أكملت هاجر سبعة أشواط من طوافها بين الجبلين ، وجدت آثار الماء تحت قدمي ابنها إسماعيل. فشرع الله السعي بين هذين الجبلين ، تخليدا لذكرى هاجر ورمزا لسعي الإنسان في سبيل الله. بيد أن المشركين وضعوا حجرين على الصفا والمروة واختلقوا لهما قصة خرافية وأخذوا يعبدونهما ويسعون من اجلهما ، وظن بنو إسرائيل ان الطواف بين الجبلين أصبح وهما لمجرد ان الجاهليين وضعوا عليهما صنمين ، فجاءت الآية تنفي هذا الاعتقاد يقول تعالى :
(إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ) الشعيرة هي الرمز ، حيث انها دليل على الايمان ، ويطلق على محل العبادة ، كالصلاة والحج وما أشبه ، قال الطبرسي ـ ره ـ في مجمع البيان وكل معلم لعبادة من دعاء أو صلاة أو غيرهما فهو مشعر لتلك العبادة لله.
(فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما)