الأشياء جميعا.
والتدبر في القرآن. لا يعني تحميل آياته الكريمة ، آراء وأفكارا اضافية كلّا. بل التسليم لعلوم القرآن ، والتأمل في معاني آياته وتبصر الحياة عبرها ، والسعي نحو فهم حقائق الطبيعة ، وآفاق النفس بها.
وهنا يمكن الفرق بين تفسير القرآن بالرأي الذي نهى عنه الدين أشد النهي. وبين التدبر في القرآن الذي أكّد عليه الدين أشد تأكيد.
وقد اختلط على البعض هذان الأمران. فحجب عن نفسه نور الفرقان زاعما أنه فوق مستواه.
بلى إن البشر لا يرقى الى مستوى القرآن ، ولكن شعاعه كما الشمس لا تزال تشرق على العيون البصيرة. فمن احتجب عنه باتباع هوى. أو تفسير برأي ، فقد ضلّ عنه ومن سلم له ، وفرّغ قلبه من كل فكرة سابقة حين يقرأه ، فان الله يهديه سواء السبيل.
يقول العلامة الطبرسي وهو يشرح الفرق بين التفسير بالرأي والتدبر في الذكر.
واعلم ان الخبر قد صح عن النبي (ص) وعن الأئمة القائمين مقامه (ع) ان تفسير القرآن لا يجوز الا بالأثر الصحيح ، والنص الصريح ، وروت العامة أيضا عن النبي (ص) انه قال من فسر القرآن برأيه فأصاب الحق فقد أخطأ ، قالوا وكره جماعة من التابعين القول في القرآن بالرأي كسعيد بن المسيّب وعبيدة السلماني ونافع وسالم بن عبد الله وغيرهم والقول في ذلك ان الله سبحانه ندب الى الاستنباط وأوضح السبيل اليه ومدح أقواما عليه فقال لعلمه الذين يستنبطونه منهم وذم آخرين على ترك تدبره والإضراب عن التفكر فيه فقال (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) وذكر ان القرآن منزل بلسان العرب فقال (إِنَّا جَعَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) ، وقال