النبي (ص) إذا جاءكم عني حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فاقبلوه وما خالفه فاضربوا به عرض الحائط فبين أن الكتاب حجة ومعروض عليه وكيف يمكن العرض عليه وهو غير مفهوم المعنى فهذا وأمثاله يدل على ان الخبر متروك الظاهر فيكون معناه ان صحّ أن من حمل القرآن على رأيه ولم يعمل بشواهد ألفاظه فأصاب الحق فقد أخطأ الدليل وقد روي عن النبي (ص) انه قال القرآن ذلول ذو وجوه فاحملوه على أحسن الوجوه وروي عن عبد الله بن عباس انه قسم وجوه التفسير على أربعة أقسام تفسير لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تعرفه العرب بكلامها وتفسير يعلمه العلماء وتفسير لا يعرفه إلا الله عز وجل ، فأما الذي لا يعذر أحد بجهالته فهو ما يلزم الكافة من الشرائع التي في القرآن وجمل دلائل التوحيد ، وأما الذي تعرفه العرب بلسانها فهو حقائق اللغة وموضوع كلامهم ، وأما الذي يعلمه العلماء فهو تأويل المتشابه وفروع الأحكام ، وأما الذي لا يعلمه إلا الله فهو ما يجري مجرى الغيوب وقيام الساعة. (١)
__________________
(١) مجمع البيان في تفسير القرآن ج ١ ص ١٣.