في الأرض.
مرة اخرى يذّكر القرآن بأن الهدف من القتال ، ليس القتال ذاته ، بل هو وسيلة مرحلية فقط.
(فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ)
الذين يعتدون على الناس ، فيسترد النظام الاسلامي حقوق الناس منهم بالقوة.
متى تحفظ الحرمات؟ :
[١٩٤] ويبقى سؤال : لماذا سمح الله للمسلمين بالقتال عند المسجد الحرام ، أو في الشهر الحرام ، حيث كان العرب يعتبرون القتال حراما فيهما؟ أفليس الإسلام دين سلام؟
ويجيب الله على هذا السؤال بالقول :
(الشَّهْرُ الْحَرامُ بِالشَّهْرِ الْحَرامِ وَالْحُرُماتُ قِصاصٌ فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ)
إن حرمة الشهر الحرام كانت تعطي فترة من الهدوء للعرب ، لعلهم يحلّون اختلافاتهم سلميا ، ولكن بعضهم كان يستغل هذا الهدوء ، لشن حروب عدوانية ضد المسلمين ، فأمر الله الامة بالرد عليهم. إذ ان الحرمات قصاص ، فما دام الفرد يحترم حقوق الآخرين ، تحترم حقوقه. اما إذا اعتدى عليها ، فان الواجب استرداد الحقوق منه بالقوة وهذه الآية تفتح آفاقا واسعة في التشريع الجنائي.
وبالطبع حتى هنا لا يجوز الاعتداء عليه أكثر من اعتدائه ، ويؤكد القرآن هذا الواجب وفي ذات الوقت يحدد أهم قضية أرادها من الحديث عن القتال هنا ويقول :