(مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ)
إنهم هم الذين بدأوا الحرب ضدكم وأخذوا يفسدون عليكم ، فهم بذلك أباحوا قتالكم لهم.
(وَلا تُقاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ حَتَّى يُقاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذلِكَ جَزاءُ الْكافِرِينَ)
حيث انهم سوف يسلبون نعمة الأمن عند المسجد الحرام ، متى ما استغلوا ذلك في صالحهم.
[١٩٢] الا ان اندفاع الامة الى القتال ، يجب الا يخرج أفرادها عن اطار انضباطهم بتعاليم الله ، فالقتال متى ما اشتعل ، يستعد له المسلمون ، ولكن إذا توقف لا يعتدي المسلمون على الناس لمجرد حب القتال ، خصوصا إذا كان عند المسجد الحرام حيث جعله الله من قديم الزمان منطقة سلام.
(فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
الهدف الحضاري للقتال :
[١٩٣] والقتال في حال اشتعاله ذو هدف حضاري هو القضاء على الفساد بكل ألوانه (التفرقة ، حكم الجبابرة ، الانظمة الباطلة ، أسباب الظلم) وإقامة حكم الله في الأرض ، لا حكم طائفة على طائفة ، أو اشخاص على اشخاص ، حكم الله الذي يطّبق على القادة كما يطّبق على الناس.
(وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ)
الدين بمعنى الالتزام بالسيادة ، اي حتى يلتزم الناس جميعا بحكم الله