ليشعر كل إنسان بأنه مذنب امام ربه ، وانه لا يجوز له ان يزكي نفسه ويجعلها أشرف من الآخرين ، فكلنا عباد الله وقد يكون الوضيع منا شريفا عند الله بل وأشرف من الذي يزعم نفسه شريفا.
(إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
كيف نربح الدنيا والآخرة؟
[٢٠٠] بعد المشعر يفيض الحاج الى منى حيث يؤدي مناسكه من : تقديم الهدي ، ورمي الحجارة ، والتقصير ، وانئذ يجتمع الحجاج في منى ليبنوا حياتهم وفق تطلعاتهم ، فينقسم الناس الى نوعين : فمنهم من يذكر الله وينتمي اليه قبل ان ينتمي الى أهل أو ارض أو قوم ، ويريد ان يبني حياته وفق نهج الله ، ومنهم من يستعجل في الحصول على مكاسب الدنيا ، دون ان يفكر في الاخرة فيخسرهما جميعا.
(فَإِذا قَضَيْتُمْ مَناسِكَكُمْ).
في منى ، رميا للجمرات ، وهديا لله ، وحلقا أو تقصيرا ، وبالتالي بالتحلل من أكثر مظاهر الإحرام.
(فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً).
حتى يصبح انتماؤكم الاول الى الله ، فيوحدكم الإيمان به ، وتصبح ارض منى منطلقا للتعارف والتعاون والأمل ، ولكن يبقى هذا الهدف مرتبطا بمنطلقات معينة.
(فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ).
لا يملك اي رصيد في الاخرة. لأنه يريد كل جهوده ان تثمر في الدنيا ، هؤلاء ليس لهم في الآخرة نصيب في الدنيا.