ظل الرسالة الجديدة ، تكرس فيها ايمانها برسالتها ، وتدفعها الى المحافظة عليها بكل قوة.
والقرآن يأمرنا ان نتذكر رسالة الله التي اهتدينا بها لكي لا نتوانى عن تطبيق قيمها ، ولكي نتصور واقعيا نعمة الوحدة والأمن والطمأنينة والنشاط ، وبالتالي سائر النعم التي جاءت نتيجة هذه الرسالة ، والتي لا يمكن ان تستمر لوانا لم نتمسك بها تمسكا شديدا ، بل هي بحاجة الى المحافظة عليها ، والتذكرة بأنها ستزول لو لم نسع من أجل المحافظة عليها.
الإفاضة مسيرة الإيمان :
[١٩٩] بعد عرفات تبدأ المسيرة الايمانية التي تسميها الاية ب (الافاضة) تشبيها لها باندفاع السيل ، آنئذ حيث تميل الشمس الى المغرب ، تستعد جموع الحجاج للتحرك الى المشعر ، ليرمزوا بذلك للسعي المشترك في سبيل الله ، وعلى الدرب الذي حددته رسالة الله ، دون اي تمييز بين الطبقات المختلفة.
وقد كانت الجاهلية تعطي لبعض القبائل شرف تقدم الناس في الافاضة ، فكانت تقف امام الجماهير وتتحرك من نقطة أقرب الى المشعر من سائر الناس ، أو تفيض من المشعر ذاته. وجاءت الاية صريحة بالغاء هذا الامتياز والبدء بالمسيرة مع الناس وقالت :
(ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ).
من ذات النقطة التي يفيض منها الناس.
(وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ).