في هذه الآية ، والقتل والقتال يستهدف تطهير الأرض من عناصر الفتنة ، وبالرغم من ان القتل عملية شاذة أساسا ، لكن الإسلام يلجأ إليها لدفع ما هو أكبر ضررا منه وهو الفتنة.
من هنا فالقتال من أجل الحرية والحقوق قتال مشروع ، لأنه قتال من أجل المبادئ الرسالية التي تريد تصفية عناصر الفساد ، أولئك الذين لا يمكن مهادنتهم لأنهم لا يقفون عند حد معين في فسادهم.
(وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا)
فهم يحاربون المبادئ الرسالية ويحاربون المعتقدين بها ، وعلينا ان نقاتلهم دفاعا عن مبادئنا ، وان لا نخضع لاهوائهم التي تشتهي أن تسرق منّا قيمنا.
(وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ)
لان قيمة الإنسان انما هي برسالته التي يلتزم بها ويدافع عنها حتى الموت ، فاذا تنازل الإنسان عن رسالته فقد تنازل عن قيمته رأسا ، إنه إذا يذل إذلالا ، ويحرم من حقوقه ، ويتعرض لامتصاص جهوده واعماله ومكاسبه ، فيكد من الصباح حتى المساء من أجل ان يستريح اسياده ومستعبدوه على الكراسي ويترفوا على حسابه ، اما في الآخرة فان الله يسوقه الى النار ، وحتى عباداته البسيطة (الصلاة ، الصيام ، .. إلخ) سوف تحبط هي الاخرى ، لأنه لم يحافظ على حريته ، ولأنه أطاع الطاغوت في أهم أجزاء حياته ، وجعل طاعة الله محدودة ببعض الجزئيات. انه سوف يقضي حياته في النار.
[٢١٨] هذا عن أولئك الذين يستسلمون لضغوط الطاغوت ، ويتنازلون عن