باتجاه الخير والحق.
وكلمة التزكية مشتقة من الزكاة وهي الطهارة. وأساس التزكية تقوية الارادة البشرية ، وتحكيم حس التحرر من الأهواء والشهوات. تحكيمه في سلوكه.
ولا تهدف التزكية أكثر من تطهير البشر وتنظيفه.
بينما التعليم يهدف ـ إضافة «المعارف» الجديدة للإنسان ـ لدفع عجلة البشر إلى الامام. وهو يعتمد على طاقة العقل الكامنة فيه.
فالعلاقة بين التزكية والتعليم تشبه إلى حد بعيد العلاقة بين تنظيف ماكنة السيارة وبين وضع الوقود فيها. إذ التنظيف يغسل المواد الضارة والوقود يضيف مواد جديدة.
فوقود الانسانية في مسيرتها الحضارية العلم. ولكن هذا الوقود لا ينفع بدون تنظيف ماكنة الإنسان من الأخلاق الفاسدة والأفكار الباطلة.
من هنا تكمّل عملية التزكية ـ عملية التعليم وتأتي الواحدة تتمة للأخرى.
٢ ـ أما كيف يجمع القرآن بين التزكية والتعليم؟ فهذا يجب ان نبحث فيه عبر عدة نقاط :
(أ) : أن القرآن الحكيم يوجه الناس إلى الحق ، بالحق ذاته ، فلا يجعل الباطل وسيلة لدعوة الناس إلى الحق شأن سائر الكتب التربوية التي قليلا ما تنظر إلى الوسيلة التي تحقق الهدف التربوي ، من هنا يبيّن القرآن الحكيم السنن الكونية والقوانين الفطرية التي تحكم الحياة وتوجه الناس إلى معرفتها لكي يزكوا أنفسهم بمعرفتها.