فهذه هي فترة الرضاعة الفطرية التي يحتاج الوليد خلالها الى لبن الام الذي هو أفضل غذاء للولد ، خصوصا في أيامه الاولى. ولا ينبغي للام ان تتهرب من واجبها كأم وتخاطر بمصير ولدها لاسباب كمالية تافهة. إذ يعتمد مستقبل ولدها على هذا اللبن وقد ثبت علميا ان كثيرا من الضعف والمرض في الأولاد ، يأتي نتيجة عدم الرضاعة من لبن الام.
(وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
فالأب الذي ولدت الام وليدها له وفي صالحه ، عليه الا يبخل بالنفقة ، حسب المعروف ووفقا لمستوى معيشتهما الاجتماعية.
(لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ)
لا يجوز ان يستخف بعاطفة الأبوين فيلحق بهما ضرر عبر الولد. كان يمنعا من زيارتهما أو يمنع الرجل زوجته أو العكس من لذة الجنس رعاية لحق الولد. جاء في الحديث المأثور عن الصادق (ع) ـ في تفسير الآية ـ في قوله تعالى : «لا تُضَارَّ والِدَةٌ» قال (ع) «كانت المرأة ممن ترفع يدها الى الرجل ، إذا أراد مجامعتها ، فتقول : لا أدعك ، أني أخاف ان أحمل على ولدي ، ويقول الرجل للمرأة : لا أجامعك أني أخاف ان تعلقي فأقتل ولدي فنص الله ان يضار الرجل المرأة والمرأة الرجل» (١)
يظهر من النص الثاني ان معنى ذلك : عدم جواز منع الأب من زيارة ولده أو العكس إذا كان عنده.
__________________
(١) الميزان الجزء الثاني ص ٢٥١.