(وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ)
وهنا ابرز القرآن ـ مرة اخرى ـ هيمنة الله على الحياة وان ما يجري فيها من خير وشر ، لا يدل على اعتزال الله سبحانه للسلطات ولا على انه مغلوب على امره لا يسعه منع حدوث الشر كلا ولا على انه راض بما يقع على الناس في الدنيا من شرور بل لأنه يريد اختبارهم فتركهم الى أجل مسمى وهو قادر على أخذهم إذا شاء بسطوته العزيزة وقدرته الواسعة التي لا يعجزها شيء.
[٢٥٤] ما ذا تعني هذه الحقيقة بالنسبة لنا ، انها تعني اننا لسنا مخلوقين عبثا ولا متروكين هكذا الى الأبد بل ان هناك فرصة قصيرة أمامنا لتجربة ايماننا وارادتنا فعلينا استغلال هذه الفرصة بالعطاء والإنفاق قبل ان تنتهي الفرصة ..
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ)
لأنه لا يملك أحد شيئا حتى يبيعه.
(وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ)
وليس هناك من صديق وحتى لو كان فلا يستطيع ان يفعل لنا شيئا. لأنه هو الآخر مبتلى ومغلوب على امره إذا دعنا نفكر في ذلك اليوم وننفق ..
(وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
الذين يظلمون أنفسهم ولا يبعثون لحياتهم الاخرى خيرا ..
ومناسبة الحديث عن الإنفاق قد تكون تكميلا للحديث عن القتال في سبيل الله في الآيات السابقة إذ يتحدث القرآن عنه إذا تحدث عن القتال على الأكثر.