هذه الاستثناءات خاصة ليست دائمية بل في ظروف معينة (كالجهاد في سبيل الله) لا يستثني عن المسؤولية شيء. ذلك لان النسيان ينشأ من اللامبالاة ، والخطأ ينشأ من عدم الجدية. أما الحرج والضرر ، فهما يرافقان ظروف الجهاد بصورة طبيعية.
وتنتهي سورة البقرة بالدعاء بالانتصار على الكافرين ، وهو التطلع العظيم الذي يبقى دافع الأمة نحو التقدم والبناء ، والمحور الذي تلتف حوله فئات الأمة فتبتعد عن التشرذم.
بينات من الآيات :
[٢٨٤] إصلاح الأمة يبدأ من إصلاح أفرادها ، ويبدأ إصلاح الفرد بتزكية نفسه وتصحيح منطلقاته وأهدافه.
ذلك لان كلّ شخص يعمل وفق ما تمليه أهدافه ، وينظر الى أحداث الحياة ويحدد مواقفه منها حسب منطلقاته. والقرآن الحكيم يحمّل الإنسان مسئولية إصلاح منطلقاته وأهدافه حين يحمله مسئولية أفكاره. فلست حرا في أن تفكر ما شئت ، ذلك لان بعض تلك الأفكار من أبنية الشيطان التي تكبر وتكبر حتى تصبح أعمالا خبيثة. فعليك أن تفرض على قلبك رقابة شديدة ، حتى لا تدخلها كل فكرة خبيثة وهاجسة انحرافية. وعليك أن تعرف ان علم الله وقدرته وسلطته تحيط بك وبالسماوات والأرض فانتبه لكلّ أعمالك.
(لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ)
والإنسان بعض ما في الأرض.
(وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ