لِمَنْ يَشاءُ)
وهم الذين إذا مر بهم طائف من الشيطان تذكروا فاستغفروا الله ، هؤلاء يقبضون على الأفكار المتسللة الدخيلة الى قلوبهم ويطردونها ، فيغفر الله لهم الله ، بعد أن يحاسبهم حسابا يسيرا.
(وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
قادر على الحساب الدقيق لما يجري في النفوس ، وقادر على الجزاء. وربما هذه الآية جاءت لتبين مسئولية الإنسان تجاه أفكاره تكميلا لبيان مسئوليات البشر.
[٢٨٥] فالإنسان إذا مسئول عن تصرفاته ومسئول عن أفكاره ، وعليه فهو مسئول عن الإيمان أو الكفر في قلبه. ان الإيمان عمل مسئول لصاحبه ، ذلك لان كلّ بشر يولد بالفطرة التي يستطيع أن يعرف الله بها ، لو لا انه يطمر فطرته في تراب الشهوات ، ويحتجب وراء سحب الأساطير والخرافات ، فلا يؤمن بالله. إلّا الذين يستجيبون لفطرتهم ويستنيرون بنور العقل ويخرقون به حجب الغفلة والأساطير ، انهم يصممون على أن يقاوموا ضغوط الهوى باتجاه الفكر ، وأن يتبعوا هدى العقل في الإيمان بالله.
من هنا فالمؤمنون هم الذين يتحملون مسئوليتهم تجاه ما يجري في قلوبهم فيختارون الايمان.
(آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ)
هذه هي عناصر الإيمان الأساسية وهي قاعدة بناء الشخصية المسلمة التي يلخّصها القرآن في نهاية هذه السورة التي تحدثت عنها بشكل مسهب. الإيمان بما