(رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا)
٤ ـ التكاليف التي تسبب ضررا لحياة الإنسان وابتعادا عن سنن الله ، كالرهبنة والاعتزال عن الناس والامتناع عن الزواج أو عن أكل الطيبات ، ان هذا النوع من التكاليف كانت في الأمم لاسباب مرحلية ، ولكنها انتفت في الإسلام لأن الإسلام ليس دينا مرحليا بل دين أبدي ، للبشر.
٥ ـ في الإسلام خففت التكاليف المجهدة والتي سميّت بالحرج فإذا أصبح الصوم مرهقا لصاحبه وسيتنفد كلّ جهده وكلّ طاقته ، يجوز له آنئذ أن لا يصوم. وكذا الحج وكلّ التكاليف. لذلك قال :
(رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ)
هذه هي حدود المسؤولية ، وهي مشكلة الإنسان انه قد يقع في الذنب حتى داخل هذه الحدود فيحتاج الى العفو. العفو عن الذنب والتغاضي عنه ، وعدم العقاب عليه ، اما الغفران فهو محو الذنب من قائمة الشخص وتصفية آثاره. والإنسان بحاجة الى عفو الله وغفرانه ، كما يحتاج الى توفيق الله له بان يصلح من نفسه ما أفسده الذنب عليه.
إن كلّ ذنب يخلّف في ذات الشخص وداخل مجتمعة آثارا ، وعلى الإنسان الذي يتوب الى الله من ذنوبه أن يقوم بجهد مكثف بإصلاح ما أفسدته الذنوب ، وهنا يحتاج إلى رحمة الله.
(وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ)