للمجتمع الايماني.
ما هو الإطار العام؟
قيمتان تحكم الناس : قيمة رسالات الله ، وقيمة الأرض وفيها من زخرف الحياة والدنيا. تتجلى قيمة الرسالة في الايمان بالله ، والتسليم له ، واتباع الحق الذي أوحاه الله ، وطاعة رسل الله بلا تفريق بينهم. وبالتالي قيمة مسئولية الإنسان الكاملة عن اي تصرف يقوم به.
وتتجسد قيمة الأرض في تقديس البشر لذاته ، والاعتقاد بالتمييز العنصري ، ومن ثم القومي ، والاقليمي ، والطبقي ، والتنصل عن بعض المسؤولية اعتمادا على العنصرية.
وتتحدث سورة «آل عمران» عن التقابل بين قيمتي السماء والأرض ، في الحقل الاجتماعي حيث تبين لنا أن الامة الاسلامية ، انما هي تجمع مبدئي ، تستمد تلاحمها من قوة الرسالة ، وتتمحور حول قيم الايمان بالله والتسليم له (الإسلام) والخضوع للحق وتقبل المسؤولية ، وبالتالي الجهاد الذي هو قمة المسؤولية والتضحية.
وتتحدث هذه السورة عن الوحدة المبدئية التي تربط رسالات السماء ببعضها ، كما تربط عناصر الأمة فيما بينها ، وكذلك تفصل بين الامة الاسلامية وبين الأمم العنصرية الاخرى ، فالمبدأ هو المقياس وهو القيمة ، فهو الذي يفصل بين الأخ وأخيه ، وهو الذي يربط بين العربي والأعجمي.
ومن هنا تشير آيات سورة «آل عمران» الى فكرة (العنصرية) والتي تتجسد في عبادة اشخاص ، واتخاذهم آلهة من دون الله ، (كمثل عيسى عند النصارى). باعتبار هذه الفكرة هي جذر فكرة العنصرية ، والتي هي أخبث ثمرة لتقديس الذات. لذلك