يفصّل القرآن الحديث حولها.
وهذه السورة ، تتحدث في البدء عن الله الذي انزل الكتاب بالحق ، ليهدي الناس ، ولأن الله لا يخفى عليه شيء ، فهو أحق ان يهدي الى الحق.
والكتاب الذي يمثل الدين الحق ، لا ريب فيه ، وإنما يختلف فيه البعض لأنهم يبتغون الفتنة ، ويعتمدون تحريف الكتاب بسبب ابتعادهم عن المسؤولية ، فهم لا يؤمنون باليوم الآخر ، ويزعمون ان أموالهم تغنيهم عن العذاب.
إن الشهوات هي وراء انحراف الناس عن الحق ، وإنما الخلاص منها بالإيمان بالآخرة ، وبما أعدّ الله للصابرين عن الشهوات من أجر عظيم.
ورسالة الله الى الإنسان واحدة ، لأنها تشع من ذات المشكاة ، بيد أن اختلاف الناس فيها نابع من أنفسهم المريضة ، التي تريد الظلم والبغي ولكي تتخلص البشرية من الاختلاف ، فلا بد ان يتكامل ايمانها بالله ، ويبتعد عن العنصرية ، ويعرف أنّ الله يراقب تحركاته ، ويؤمن بيوم الجزاء ويتبع رسل الله.
وقد اختار الله رسله لأنهم أتبعوا الله وأخلصوا له العبادة ، فليست هنالك اية عنصرية ، وليس عيسى الّا عبدا لله. امتحنه الله فاختاره لرسالته. وإذا لم يكن عيسى الّا عبده ، جزاه الله بصالح عمله فهل يقدر البشر ان يتقدموا بلا عمل صالح ، ولمجرد انهم من عنصر مقدس؟! إنّ العنصرية هي اسوأ ما تعانيه البشرية ، وهي الطرف المعاكس والمتناقض تماما مع الرسالية.
وسورة «آل عمران» تنسف فكرة العنصرية من جذورها البعيدة ، وتتحدث طويلا عنها من خلال بيان مفصّل لقصة عيسى ، ومن خلال الحديث عن إبراهيم