الدين ليجمع الناس فحين يتخذ أداة للتفرقة لا يكون هناك دين حقيقي. وبذلك يكون التفسير الخاطئ وسيلة لهدم الدين أساسا.
بين المحكم والمتشابه :
ومن هنا ركّز القرآن الحكيم على تفسير هذه الناحية ، واعطى في بداية حديثه عن القرآن «القاعدة العامة» التي تصلح ان تكون طريقا لفهم القرآن الحكيم ، وهي قاعدة «المحكم والمتشابه» حيث يجب على الإنسان الّا يأخذ من آيات القرآن إلّا الآيات التي يفهمها جيدا ، وتكون واضحة امامه وضوحا تاما.
ولو اكتفى كل إنسان بالأفكار الواضحة جدا ، ولم يقل شيئا لا يعلمه ، لم يخلط العلم بالجهل ، ولم يأخذ الفرد غرور العلم. بينما لو عكس فاشبع نهم روحه الى العلم بأفكار خاطئة لاختلط عنده العلم بالجهل ، وانتشر بغرور العلم ، وركن الى الجهل وتبلّد فكره ، ولم ينفعه علمه.
والوقوف عند الآيات المحكمات دون تجاوزها الى المتشابهات ، يعني أيضا تربية العقل عند الإنسان ، وتنمية قدرته على كشف الحق عن الباطل ، والعلم عن الجهل.
لماذا الاختلاف في الدين؟
وبعد بيان قاعدة المتشابه والمحكم ، بيّن القرآن بوضوح ، وبتفصيل سبب الاختلاف في الكتاب ، وبالتالي في الدين.
وبالرغم من أنّ السبب واحد ، إلّا انه يتدرج في مراحل ابتداء من الزيغ في القلب وانتهاء بالكفر ومرورا بالتكذيب.
الف : اما عن الزيغ فقال ربنا :