ويجب معالجة هذه الشذوذ في النفس بتذكيرها بعاقبة المتكبرين في الدنيا والآخرة حتى تخشع النفس وتقنت للحق. ثم ذكّرت الآية أن في هذه الحقائق عبرة لأولي الأبصار .. فما هي العبرة؟ وكيف يستفيد منها الإنسان؟
العبرة هي ـ مثلا ـ الانتقال من الدليل الى معناه ، ومن رؤية ظاهرة الفقر الى سببها الاجتماعي.
الذين لا يملكون الأبصار يجمدون على الظواهر ولا ينتقلون منها الى الحقائق ، فاذا رأى ظاهرة الفقر في المجتمع جمد عندها ولم يستدل بها على وجود الطبقية في المجتمع ، أو وجود التخلف الفكري والصناعي و.. و..
اما الذين يملكون الأبصار فإنهم لا ينظرون الى الظاهرة فحسب بل الى أسبابها التي يرونها من خلالها ، والعملية تسمى عبور أو «عبرة» اي انتقالا من على جسر الظاهرة الى شاطئ الحقيقة.
وظاهرة انتصار المؤمنين بالحق أبدا تكشف عن السبب وراءه وهو ان التكبر عن الحق ذل حاضر في الدنيا. انما هذا الكشف يختص بمن يبصر أما من يغض طرفه عن الحقيقة فحتى الشمس يمكن ان تخفي عليه.