(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ)
وحين يذكرهم بمصيرهم الأسود حين يتحولون الى مجرد وقود للنار ، فلا بد ان ذلك يرغم أنوفهم ويحطم كبرياءهم.
[١١] وكمثل من التاريخ :
(كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ)
إن «آل فرعون» وصلوا قمة التقدم المادي فهل انتصر لهم تقدمهم من الله ، وهل نفعتهم أموالهم وأولادهم وأعطتهم مبررا لتكبرهم أو لمقاومتهم الحق.
[١٢] وباختصار فان الاستكبار عن الحق ، لا ينفع الإنسان لا في الاخرة ولا في الدنيا ، فاما الآخرة :
(قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ)
[١٣] واما في الدنيا فان شواهد التاريخ تتوالى لتدل على أن أهل الحق هم الغالبون في الدنيا ، ولهم النصر والمجد.
(قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ) ـ واضحة وعلامة اكيدة ـ (فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) ـ والحق ـ (وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) ـ وكل وسائل النصر المادية من نصيب الكفار ـ (وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشاءُ إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ)
فلما ذا التكبر عن الحق ما دام الباطل ذلك في الدنيا وعذاب في الآخرة. ان التكبر عن الحق والاحساس بالتعالي والمجد ، يشكل نسبة ٥٠ خ من أسباب الكفر ،