والعلاقة بين الدنيا والاخرة هي ذات العلاقة بين الحاضر والمستقبل إذ تدعونا الشهوات الى صرف كل طاقاتنا في الدنيا حتى إذا انتقلنا الى الدار الآخرة لا نجد فيها شيئا بينما العقل يدعونا الى الموازنة بين الدنيا والاخرة.
وحين يتطلع الإنسان الى الاخرة ، فإنّ مستقبل دنياه أيضا مضمون ، إذ كل عمل يوفره البشر للآخرة يعطيه مردودا دنيويا أيضا.
بينما حين يهتم المرء فقط بالدنيا وشهواتها الحاضرة يكفر بالمستقبل لأنه لا يراه بل لا يريد ان يراه وهكذا تحجب عنه جدران الشهوات ، النظر الى رحاب المستقبل الواسع.
وحب الإنسان للشهوات طبيعي ، كما ان تطلع البشر الى مستقبل الحقيقة فطري إلّا أنّ المهم الا يختار المرء الواحد على الآخر. من هنا عبّرت الآية عن الشهوات بأنها زيّنت للنفس.
وشهوات النفس تتدرج الى أنواع هي :
(١) شهوة الجنس ـ والبنين.
(٢) شهوة الخلود ومتطلباته من الثروة الطائلة كقناطير من الذهب والفضة ، والقنطار يعني في عرفنا غاصة النقد.
(٣) شهوة الرئاسة والفخر ، ومتطلباتهما من الخيل المسوّمة ، اي المعروفة لمن هي ، والانعام والحرث.
تقول الآية :
(زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَناطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ