إنك ترى كيف ان الذي اتقى في الدنيا من الإفراط في الشهوات ، نال في الاخرة عن كل شهوة دنيوية اتقى منها ما يتناسب معها من نعم عظيمة. وبذلك يتم التوازن في قلب المؤمن ، بين حاضر شهوات الدنيا ، ومستقبل تطلعات الاخرة.
معنى التقوى
يبقى ان نعرف أنّ التقوى هي رقابة ذاتية ، إذ ليس هناك من شخص يراقبك أو يحاسبك ، على مدى توجيهك لشهوات ذاتك ، إنما أنت تراقب نفسك وتحاسبها ، حتى إذا ذهبت الى الله لا يفاجئك حسابك العسير.
وهذا ما يؤكده قول الله في نهاية الآية :
(وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)
إذ ما دام الله يحاسب الإنسان ، فعلى الإنسان أن يخشى المفاجئة السيئة امام الله العليم فيتقي الله ما استطاع.
[١٦] من المتقي؟ وكيف يوازن المتقي بين شهوات الدنيا وتطلعات الآخرة؟ وبالتالي كيف يربّي ذاته لتقبل الحقيقة؟
للتقوى منطلق نفسي ، ومظاهر خارجية ، فمن وجدهما في ذاته فليعرف انه تقي فعلا.
الجذر هو الايمان بالحساب ، وإنّ الذنب سيحاسب عليه حسابا عسيرا.
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ)
إن التقوى هي وجود رادع في النفس يمنعها من الإفراط في الشهوات.