وابسط وأهم مظهر للقنوت للحق هو العطاء. إذ ما دامت النفس شحيحة فليس من المؤكد انها تتبع الحق فعلا.
(ه) الاستغفار
بعد ان تعرف النفس شحها ، وتخرج من سجن الذات الى رحاب الحق ، عليها ان تتحدى ضغوط الحياة لكي لا تزين الباطل للنفس ، فتحتاج النفس الى تصفية ذاتية للرواسب اليومية التي تلحق بها ، وذلك بالاستغفار في الأسحار.
ان الاستغفار أشبه شيء بحمام دوش يستعمله العمال كلما آووا إلى بيوتهم فينظفون أنفسهم من آثار العمل ، بالرغم من انهم عملوا المستحيل من أجل تجنبه خلال النهار.
هذه هي الصفات الظاهرة للتقوى. وهي كما تقول الآية :
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ)
بين الوحدة والتوحيد :
[١٨] بعد الحديث عن الروح العملية في الآيات السابقة ، وتصفية العقبات النفسية التي تعترض طريق الايمان الصحيح ، دخل القرآن في صلب الموضوع الرئيسي وهو التوحيد والوحدة فذكّر أنّ الله لا اله الا هو .. يقوم بالنظام العادل والمتمثل في الإسلام ، الدين الوحيد لله ، وهو لا يعني الخضوع لفئة من الناس ، ولا حتى لشخص معيّن ، إنّما يعني التسليم لله وحده. وبذلك يضع القرآن أرضية الوحدة بين أبناء الرسالات السماوية.
قد ينكر أحدنا اعترافه بالله ، ولكنه يعرف قبل غيره أنّ أفكاره ليست سوى تكبر