يتكلف به تكلّفا ، وإنّه حين يستغشي ثيابه بالليل ويبدأ يفكر بعيدا عن التكبر والمصلحة ، آنئذ يؤمن بربه ايمانا أقوى من إيمانه بنفسه.
إنّ هيمنة الله على كل مرافق الحياة ، وتجليه للناس في آيات الطبيعة حينا ، وفي خلجات القلب أحيانا ، هي أكبر شاهد على أنه لا اله الا هو ، وهل يكون شيء أكبر من الله وكل نظام قائم به ، أو يكون شيء أكثر ظهورا من الله والسموات والأرضون آياته؟!
ان الله هو ذاته دليل ذاته وهاد العباد اليه. وهو دليل الى كل شيء غيره.
من هنا قالت الاية :
(شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ)
وحين تشهد الملائكة وأولو العلم فليس ذلك سوى دليل بسيط جدا. أمام شهادة الله ذاته إلا انّها قد تنفع الذين تغرّبهم الطبيعة بقوتها أو بغموضها ، فيقول لهم القرآن إنّ الملائكة الموكلة بالطبيعة وأولو العلم العارفين بالطبيعة هم بدورهم مؤمنون بالله.
وأكبر صفات الله العدل الذي يجريه في الطبيعة ، حيث يسنن للحياة سننا يجريها عليها بقدرة وسلطان. فلا يدع جانبا منها يطغى على جانب آخر. فقط الإنسان أكرمه بالحرية ، ولكنه حدد حريته بوقت ، فبعده يعيده الى حدوده بالقوة إن لم يعد إليها بالهداية.
من هنا قال الله :
(قائِماً بِالْقِسْطِ)
اي مطبّقا للنظام العادل في الحياة.