(لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
ومن أولى بتطبيق العدالة في الحياة من العزيز (المقتدر) الحكيم (الخبير بالأمور).
[١٩] كانت هذه تقدمة جيّدة لبيان إنّ لله دينا واحدا فقط ، قد تختلف بعض تفاصيله من عصر لعصر ولكن أصوله هي تبقى واحدة. وتجري عليها الأمم المسلمة جيلا بعد جيل.
(إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ)
ولكن لماذا يختلف الناس إذا في الدين؟
هل لان الله هو الذي أوحى باختلاف الرسالات بالطبع لا .. بل لأنّ الاختلاف نابع من اختلاف الطبيعة ، والمصلحة ، لا من اختلاف الرسالة والعقل.
(وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ)
فجذر الاختلاف نابع من البغي وهو استهداف الظلم واغتصاب حقوق الآخرين وحين يسود السلام قلب الإنسان ، والعدالة علاقات الناس مع بعضهم ، فسوف يزول الاختلاف وتنتهي أسبابه من واقعه.
والاختلاف في الدين بمثابة الكفر بآيات الله ، وإذا ماذا تنفع قشور الدين إذا جردت من اي مضمون؟ ماذا ينفع الايمان بآيات الله إذا فسّرت هذه الآيات بما يخالف معناها؟ ماذا ينفع الدين الذي اتخذ أداة للبغي ، والظلم الاجتماعي ، وسببا للاختلاف وضرب الناس بعضهم ببعض؟ من هنا قال الله تعالى :
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)
وكيف يحاسب الناس الذين يكفرون بآياته؟