بالطبع هناك طرق لا تحصى ولكن أبسطها هو عدم الانتفاع برسالته النيّرة ، إذ إنّ الرسالة النافعة هي التي تعرف بتفسير الله وبيانه وليست التي تفسّرها أهواء الناس والتي تضر ولا تنفع.
فمثلا : حين كانت رسالة النبي عيسى (ع) تعني عند تابعيه الإخاء والنشاط والطيب ، اعطت المسيحية لهم التقدم والهناء ، أما حين أصبحت تعني التعصب والجهل والاختلاف ، أعطتهم التخلف والعذاب.
[٢٠] ان الدين يجب ان يتخذ أرضية مشتركة للتوافق. وبالطبع لا يكون الدين هكذا إلا إذا كان مخلصا ومجرّدا عن الأهواء المتمثلة في المصالح العنصرية والولاءات المادية ، وبالتالي مجردا عن اية صبغة جاهلية هنالك فقط يكون الدين وسيلة جمع لا وسيلة تفرقة.
متى يكون الدين مجردا عن الماديات؟ حين يكون الايمان بالله وحده القيمة الاجتماعية ، من هنا دعت رسالة الإسلام أبناء الرسالات السابقة الى هذ القيمة وقالت :
(فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ).
إن القرآن جرّد رسوله من مسئولية القبول أو الرد من قبل أبناء الرسالات السابقة ، ولخّص مسئوليته في البلاغ لكي لا يرقى الى نقاء التوحيد في رسالته ادنى شك.
ان الطريق الوحيد للوحدة هو إخلاص كل الأطراف لذات المبادئ الواحدة حتى تكون بمثابة بوتقة ينصهر الجميع فيها.