وهذه الأسباب الثلاثة لا تختص باليهود فقط ، وانما قد تهبط كل امة مؤمنة الى دركها ، وربما لذلك لم يذكر القرآن اسم اليهود.
بينات من الآيات :
كيف يتسافل الإنسان؟
[٢١] كيف يهبط الإنسان الى مستوى متدن في الأخلاق ويقتل رجلا لا لشيء الّا لاخلاصه ، أو صدقه ، ونقاء إيمانه ، وحبه لله وللمجتمع. ان الإنسان لا يهبط فجأة الى هذا المستوى السحيق ، إنما في البداية يكفر بآيات الله ، وحين يختار موقف الكفر ينظّم الى صفوف المعارضة ، وتنمو في قلبه السلبيات الصغيرة .. حقده على رجال الله. حسده من تقدمهم ، اعتبارهم أعداء مصالحه. اعتبارهم أعداء وطنه و. و. حتى يغطي العداء كامل قلبه. وهناك يقدم على تصفيتهم جسديا ، فيصل به الأمر الى قتل الأنبياء وهناك يستحق العذاب الأليم .. يقول الله :
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ).
إنّهم قتلوا الأنبياء والصالحين لأنهم يأمرون بالقسط ، بالعدالة ، بالمساواة ، فكيف يرضى الطغاة والظالمون والمستكبرون بالقسط؟ فلكي يفتحوا طريقهم الى الظلم كانوا يقتلون رجال الله الذين يضعون من أنفسهم سدا امام رغبات الظالمين.
والعذاب الأليم الذي ينتظر هذه الفئة يتلخص فيما يلي :
[٢٢] حبط أعمالهم في الدنيا والآخرة. إذ ماذا تنفع الصلاة مع الظلم ، أو الحج مع الاغتصاب ، أو إنفاق جزء من ثروة حصلت كلها من طريق غير مشروع.
وبالتالي : ماذا تنفع سائر الواجبات إذا جردت من روحها الحقيقية وأهدافها