الاجتماعية.
ومن هنا قال عنهم ربنا :
(أُولئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا)
إذ لا تعطيهم الوظائف الدينية المجردة عن الايمان الحقيقي لا تعطيهم المردود الدنيوي الذي لا بد ان تعطيه. فالصلاة لا تهذب نفوسهم ، والحج لا يحافظ على وحدتهم ، والزكاة لا ترفع الطبقية عنهم وكذلك حبطت اعمال هؤلاء في (الآخرة) لأنه كما جاء في آية اخرى : «إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ».
(وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ)
فلا تنصرهم أعمالهم المحبطة. كما لا ينتصر لهم تاريخهم الحافل بالجرائم أو انتماؤهم الكاذب الى الرسالة.
تفسير الدين على الهوى :
ثم تناولت الآيات المشكلة الثانية وهي تفسير الدين حسب أهوائهم .. فقالت :
[٢٣] (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُدْعَوْنَ إِلى كِتابِ اللهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ)
ان هذا الكتاب هو كتاب اليهود الذي جاء ليرفع اختلافهم ويوحّد طاقاتهم. فبدل ان يتحاكموا اليه ، ويتنازل كل فريق عن أهوائه ، وآرائه ، ومصالحه ، تسليما لأمر الكتاب وخضوعا لحكمه ، بدلا من ذلك أعرضوا عن الكتاب وبذلك جرّدوا واقعهم الاجتماعي من أهم منفعة فيه.