(ما كانُوا يَفْتَرُونَ)
بحيث سرّبوا وادخلوا افكارهم الشاذة في تفسير نصوص الدين. وعوضا من ان يفسروا الاحداث وفق رؤي دينهم وبصائره ، فسروا الدين وفق افكارهم الكاذبة.
[٢٥] كلا : ان الله حين يجمع الناس في اليوم المعهود والموعود الذي لا ريب فيه يوم القيامة ، يجمعهم في صعيد واحد ، دون ان يفضّل بعضهم على بعض ، بحسب أو نسب ، هناك يأخذ كل شخص نصيبه بالكامل ودون تفسيرات عنصرية.
ان مجرد التفكير بذلك اليوم يجعل الفكرة العنصرية بلا دليل ، وبالتالي يفندها من الأساس ، إذ ان أساس الفكرة العنصرية مبتن على حب الذات ، والمغالات في تعظيمها وبالتالي تقديسها وجعلها قيمة اساسية. فاذا تصورنا ـ ولو مجرد تصور ـ اننا سنقف للحساب امام الله ، فان تقديس الذات سيذوب في النفس ليعود إليها الخشية على الذات من سوء العمل.
من هنا يتساءل القرآن.
(فَكَيْفَ إِذا جَمَعْناهُمْ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ)
من خير وشر وجوزيت جزاء كاملا على أعمالها.
(وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ)
وكلمة اخيرة : قلنا سابقا ان الايمان بالآخرة حجر الزاوية في فكر المسلم. وأقول الآن انه كذلك حجر الزاوية في التفكير السليم ، إذ انه مثلا يناقض التفكير العنصري ، وفيما يلي من الآيات سنجد ان الله يذكرنا بالآخرة ، عند ما يذّكر بضرورة إصلاح الفكر ، أو إصلاح النفس في اي جانب من الجوانب.