قد تختلف بينها أو تبين تطبيقا واحدا للآية. وهنا لا بد أن نتخذ منها سبيلا لفهم المعنى العام الذي يحل مشكلة الاختلاف ـ من جهة ـ ويعطي الآية تطبيقات أشمل من جهة ثانية. ولذلك يجب أن لا نجمد في النصوص الواردة في تفسير الآيات على انها المعاني الوحيدة التي تحملها بل نتخذ منها وسيلة لفهم المعنى الأشمل للآية. وندرس كيف ولماذا انطبقت الآية على المورد الذي يعينه التفسير لنعرف انه هل يمكن تطبيق الآية أيضا على مورد متشابه أم لا؟
فمثلا جاء في بعض النصوص التفسيرية أن الآية الكريمة :
«إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ» (١٠٦)
نزلت في حق عمار بن ياسر حسنا فهل من الممكن تجميد الآية في عمار؟ كلا. بل يجب أن نفكر كيف جاءت الآية تطبيقا على حالة عمار أليس لأنه كان قد أكره على الشرك فأعطاهم بلسانه ما أحبوه أو ليس ذات الموقف لو تكرر لرجل اليوم وصنع مثل ما صنعه عمار تنطبق عليه.
إن هذا الأسلوب من التفكير يجعل القرآن حيا في أذهاننا أبدا. وقد أمر به الدين ـ
فجاء في الحديث : «لو أن القرآن كان يذهب بموت من نزل فيهم لذهب القرآن كله ، وإنما مثله كمثل الشمس كل يوم جديد»
بهذا نعرف ضرورة الاستفادة من التفسير الصحيح بالفهم الواعي لحدود تطبيق التفسير لعموم الآية.