وليس من عند الكفار يقول الله :
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
ولكن السؤال : لمن يعطي الله الملك؟ هل لكل من هب ودب؟ أم لكل من تمنى على الله وربي في نفسه أحلاما ذهبية؟ بالطبع لا .. إنما هناك سنن جعلها الله في الطبيعة وهدى البشر الى تلك السنن عبر مناهج أوحى بها عن طريق أنبيائه وهدى العقول إليها. وليس من ريب ان أولى تلك السنن ، هي الالتفاف حول القيادات الرسالية التي يتحدث عنها القرآن فيما يلي.
شمولية القدرة الإلهية :
[٢٧] وليس الحياة الاجتماعية فقط بيد الله ، وانما أيضا الطبيعة. والذي بيده الطبيعة أولى بقيادة الحياة الاجتماعية ، فالله هو الذي نتوجه اليه قائلين :
(تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ)
وحتى الرزق الذي ينزل على الإنسان من تعاقب الليل والنهار. فانه من الله ، يعطيه لمن يتبع مناهجه وسننه التي غرزها في الطبيعة ، وأوحى بها الى العقول والرسل.
بين مفهومي القدرة والقيادة :
[٢٨] وما دام الله هو الذي بيده الملك ، فلما ذا تبعية المسلم للكفار؟!
ومن هنا