(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)
يبدو ان أهم معاني (أولياء) ـ المناسب أيضا مع السياق ـ هو الائمة والقادة.
(وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ)
إذ يرفض الله انتماء الناس الى رسالته لفظيا ، دون انتمائهم إليها عمليا ..
(إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً)
اي تخشوا من بطشهم ، وآنئذ سيكون التسليم لولايتهم تسليما ظاهريا فقط. بينما يحتفظون بانتمائهم الحقيقي لرسالتهم الصحيحة.
ان التقاة ممارسة النضال سرية ضد الطغاة ، وهي عملية صعبة ليست فقط لاحتمالات الخطر التي تهدد الرسالي في كل لحظة ، وإنما ـ أيضا ـ لاحتمال الاستسلام لاغراءات السلطة والثروة و. و. التي لا بد ان يتصارع الرسالي معها طوال الفترة التي يقوم بالعمل السري.
ان مثل الرسالي هنا كمثل الدكتور الذي يعالج طائفة من المجذومين فلو لم يكن في جسده مناعة كافية ، تسري اليه عدوى الجذام ..
ومن هنا يذكّر القرآن هؤلاء العاملين بأنه رقيب عليهم ، وعليهم ان يحذروه.
(وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ)
حيث يحاسب الناس ليس على شكليات الولاية فحسب ، وانما أيضا على روح الانتماء أيضا. اي على ما يجري في القلب من ارتباط صادق.