في مصاف الله.
وتنتشر القداسة بعدئذ في اتباع «عيسى» (ع) ، وأبناء «عزيز» (ع) وأقاربه ، وجماعة «محمد» (ع) وطائفة «علي» (ع) ، وإذا بها تتحول الى فكرة باطلة ، تزعم ان مجرد الانتماء الجسدي أو اللفظي ، لهو يكفي لخلاص الإنسان من المسئولية. في الوقت الذي لم يستطع أولئك الرجال ان يصلوا الى تلك الدرجات العالية من ، دون العمل الصالح المخلص لله ، والعبودية المطلقة لسلطانه العظيم.
من هو عيسى ، انه مجرد عبد لله. كانت امه مريم وكانت جدته امرأة صالحة. وكان هو من أنبياء الله. وحملّه المسئولية وكان أهلا لها.
ان معالجة السياق لمشكلة تقديس الذوات ، من خلال تقديس أنبياء الله العظام ، أفضل وسيلة لضرب هذه الفكرة ، التي هي قاعدة التمييز العنصري. والسبب ان الله فضل أنبياءه ، وأكرمهم ، وحملهم اقدس رسالة ، وخصهم بأكبر نعمة ، هي العبودية لله. ولكن مع كل ذلك لم يرتفعوا الى درجة القداسة الذاتية ، التي تبعدهم عن مسئولية أعمالهم. فكيف إذا قدسنا بشرا عاديين ، أمثال فرعون وهامان أو آخرين.
إن الشعوب الاسلامية تردت اليوم الى حضيض تقديس الذوات التاريخية ، والمعاصرة. فهي تقدس السلاطين ، والخلفاء ، والعلماء ، السابقين الى درجة تحجبها عن تقييم أعمالهم ، وافكارهم. كما تقدّس السياسيين والقادة المتسلّطين عليها ، وهذه فكرة متخلفة تجدها أيضا في الشعوب البدائية.
والقرآن كتاب هدى ونور جاء لينقذ الإنسان من اغلاله الفكرية ، والاجتماعية ، ولا ريب انّ من أسوأ تلك الأغلال :