هو تقديس الذوات فجاءت في هذه السورة ، قصة آل عمران كدليل على ان الله لم ينتخب أنبياءه عبثا ، بل لأنهم كانوا من ذرية طيبة. فبدأت الآيات : بالأمر بالاتباع والطاعة لكتب الله ورسله ، ثم بينّت طريقة اصطفاء الله لرسله. الذين لا يختلفون عن بعضهم في شيء ، فذكرت بأنّ التربية الصالحة ، وصدق إيمان الأم ، وتقوى الأب ، هذه هي من عوامل الاصطفاء.
لقد كانت مريم صدّيقة ، لأن أمها نذرتها لله. اما يحيى فقد أصبح نبيا صالحا ، لان أباه دعا ربه. ولم تصبح مريم صديقة ، بنذر والدتها فقط ، كما ان يحيى لم يصبح نبيا ، لدعاء والده فقط. بل لعملهما أيضا.
بينات من الآيات :
كيف نحب الله؟ :
[٣١] هل يكفي ان نحب ربنا حبا صوفيا ساذجا ، كلا ، الحب الصادق هو الذي يعكسه العمل الصالح والا فهو ليس سوى خداع اللذات. والله لا يحب أحدا من دون العمل. بيد ان العمل لا يمكن ان يكون لله ، الا عن طريق الرسول. إذ لا يوحي الله الى كل إنسان وفرد. فاذا حاول كل منا ان يستكشف الدين من خلال عقله ، فان انحرافات كثيرة سوف يقع فيها ، بسبب امتزاج عقله بهواه ، وعلمه بشهواته من هنا جاءت الاية :
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)
اتباع الرسول يستدرج غفران الله ، ولان مجرد الاتباع تنازل عن ذاتية الإنسان ، وارتفاع الى مستوى التسليم لله ، فهذا العمل العظيم يشفع لصاحبه في بعض الذنوب الصغيرة.