[٣٢] اتباع الرسول يتم بتطبيق رسالة الله التي نزلت عليه ، واتخاذه أسوة حسنة فيما قام به من عمل ، أو تميز به من سلوك. ولكن الاتباع وحده لا يكفي ، بل يجب طاعة الرسول أيضا. وذلك فيما يرتبط بالقضايا التي تحدث يوميا ، وتتجدد ، من حرب وسلم ، واقتصاد وسياسة ، واجتماع وعمران ، وبالتالي في كل الحقول الحياتية المتجددة وطاعة الرسول في هذه القضايا جزء من طاعة الله :
(قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ)
فكما ان طاعة الله واسعة وشاملة ، كذلك طاعة الرسول.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ)
وهؤلاء الذين يرفضون طاعة الرسول هم بمثابة الكافرين إذ ان أهم فوائد الايمان التسليم لله ، ليس في القضايا الثابتة من حياة الإنسان فقط ، بل وفي الاحداث المتطورة ، التي تتركز فيها ضغوط الحياة بشكل حاد ، ولا تدع صاحبها يطيع القيادة الرسالية ، الّا بصعوبة بالغة.
[٣٣] ولكن لماذا نتبع الرسول ونطيعه؟ أفليس من الأفضل أن يتبع كل منا عقله ، ويطيعه في قضاياه ، مسترشدا بالتعاليم الدينية؟ لماذا يضع بينه وبين الله واسطة بشر آخر هو الرسول ، أو القيادة التي تجسد رسالة الدين؟
الجواب : ان البشر الذين يأمر الله عباده باتباعهم ، ليسوا كسائر البشر انما هم صفوة الله في الأرض. اختارهم الله بعد ان ابتلاهم ، ووجدهم أهلا لرسالته. واتباعهم ، وطاعتهم ، ضمان للبشرية من الانحراف عن خط الرسالة ، والاختلاف فيما بينها في زحمة الحياة ، وتحت ضغوط الأهواء الشديدة :
(إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ)