صعقت ، وكأن آمالها قد خابت ، حيث زعمت ان الأنثى لا تستطيع ان تتفرغ للعمل الجهادي في سبيل الله.
(فَلَمَّا وَضَعَتْها قالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُها أُنْثى وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ)
فهي ليست أنثى كأية أنثى. انها صديقة تكونت في رحم امرأة عمران المؤمنة الصادقة ، ونمت فيها روح الرسالة بسبب ايمان أمها ، وعملها الصادق أيام حملها لها ، ولكن امرأة عمران قالت :
(وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثى وَإِنِّي سَمَّيْتُها مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ)
آثار التربية على نمو الطفل :
[٣٧] وكان لهذا الايمان الصادق اثر في مستقبل مريم .. ذلك لان ايمان الام ، وتربيتها ، يؤثران ايجابيا في تنمية فطرة الايمان في الوليد. وقد رأينا كيف ان امرأة عمران ، تضرعت الى الله بان يعيذها من الشيطان ، وتعني ضراعتها ، انها أخذت تعمل من أجل هذه الغاية أيضا ، إذ الدعاء هو قمة العمل الجهادي عند المؤمنين ، وليس أبدا بديلا عن العمل. من هنا كان للدعاء والعمل اثر ايجابي كبير على مستقبل مريم :
(فَتَقَبَّلَها رَبُّها بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا)
ان الايمان كسكة الحديد لو وضع قطار عليها. ساعدت على استقامته وتقدمه. كذلك الايمان ، لو رافق حركة النمو عند الطفل منذ البداية ، ساعد على استقامة الطفل في كافة جوانب تربيته. وذلك بألا تنمو فيه صفة على حساب صفة. فلا دلال على حسابه المسئولية. ولا كبت على حساب الشعور بالكرامة ، ولا حب على