لنفسه. وانه كلمة من الله ، لان الله يخلق كلّ شيء من خلال السنن الكونية ، أما «عيسى» فخلقه بكلمة ، كما خلق كذلك آدم من قبل فقال له (كن) فيكون.
ان إرادة الله ومشيئته الحرة تتجسد في أمر إلهي ، يسميه القرآن بالكلمة ، لان كل امر يصدر منا نحن الذين يتحدث القرآن لنا وحسب مستوى فهمنا ، يعبر عنه بالكلمة ولكن لماذا سماه الله ب (المسيح)؟ لأنه :
لم يختر لنفسه منزلا بل انتقل من موقع لموقع ، يدعو الناس الى الله.
وعيسى لم يكن ابنا لله. بل لمريم. ولذلك نسبه الله إليها بينما نجد القرآن يذكر أنبياءه من دون نسبة الى أب ، أو أم ، أو عشيرة. فلا نجد في القرآن مثلا التعبير عن نبينا ب (محمد بن عبد الله).
(وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ)
ومن أكثر وجاهة وشهرة وتقديرا من «عيسى» ، الذي يقدره اليوم الملايين؟! أما عند الله فهو نبي وجيه ، ومن الأنبياء أولي العزم ، الذين فضلهم الله على العالمين وجعلهم مقربين اليه سبحانه.
[٤٦] (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ)
فهو لا يدعو الناس فقط ، بل ويدعو نفسه الى الله ، ويعبد الله سبحانه بإخلاص.
[٤٧] (قالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قالَ كَذلِكِ اللهُ يَخْلُقُ ما يَشاءُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
«مريم» الصديقة ارتاعت وامتلكها التعجب والدهشة ، كيف يرزقها الله