العملي لهذا الخضوع (السجود) ، ثم التطبيق الاجتماعي له (الركوع مع الراكعين) ، هو الواجب المضاعف على مريم ، الذي استتبعه اختيارها للرسالة.
إذا .. مريم لم تسقط عنها التكاليف بسموها الى درجة الصديقين ، بل ازدادت للدلالة على خطأ الفكرة العنصرية.
[٤٤] وكانت من نتيجة طهارة مريم وتسليمها المطلق لله ، ان أخذ الناس يختصمون أيهم يكفل «مريم» ، فاحتكموا الى القرعة بطريقة فريدة. انهم يأتون البحر ويلقون فيه أقلامهم ، فالقلم الذي يغوص في الماء يحظى صاحبه بشرف كفالة مريم ، حيث كان ذاك هو «زكريا» كما بين القرآن سابقا.
(ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ)
[٤٥] هذه هي مريم وتلك قصتها .. قصة امرأة صالحة تضرعت لربها ، فولدت مريم الصديقة ، التي لم تكتف بطهارة مولدها ، بل أتعبت نفسها في ذات الله فأصبحت صديقة.
أما قصة عيسى (ع) فقد ابتدأت من كرامة الله لمريم التي جزاها لأنها أحصنت فرجها بان رزقها ولدا من غير أب ..
(إِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ)
أسماء عيسى وخصائصه :
انه كلمة من الله. لأنه أخلص نفسه وأخلصه الله للدعوة اليه واصطنعه