ذات المراحل التي تجتازها أية رسالة ، متصلة بجهود البشر أنفسهم ، وليست دليلا على ان الله يحب عنصرا ويفضله على غيره ، فلم يتقدم الحواريون لمجرد حبهم لعيسى ، بل للجهد المكثف الذي بذلوه عبر المراحل التالية :
(أ) مرحلة الفرز واعتزال الاكثرية الضالة.
(قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ)
(ب) مرحلة الحرب وتخطيط كل طرف بالانتصار على غيره وتقدم صاحب التخطيط الأفضل (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ).
(ج) مرحلة الانتصار على العدو.
بينات من الآيات :
[٥٢] عرف عيسى (ع) انهم يخادعونه ، ولا يخلصون الايمان بالله بالرغم من انهم كانوا ينافقون له ويتظاهرون بأنهم مؤمنون ، فلم ينتظر عيسى (ع) ان يبادروا بالقضاء عليه ، بادر بالاعتزال عنهم مقدمة لحربهم والانتصار عليهم ، ودائما تمر على الدعوات الرسالية هذه المرحلة حيث تتكون العناصر الاولية لها فتنفصل عن المجتمع الفاسد ، وتكون لنفسها مجتمعا مثاليا يتفاعل ويتزايد عناصره ويحارب وينتصر .. كذلك فعل عيسى (ع)
ميزان العاملين
(فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ)
طلب من الناس ان يحددوا مواقفهم ، فاختارت طائفة منهم «الرسالة» سماهم