ثانيا : لأنه كشخص لا يصلح مقياسا للحق ، بل انما كان إبراهيم نبيا لأنه اتبع الحق.
ثالثا : وأخيرا ، ليس الانتماء الى إبراهيم بالنسب ، أو بالكلام ، بل بالاتباع الصادق. وبعدئذ يتابع السياق في الدروس القادمة مواقف أهل الكتاب من الرسالة الجديدة والتي منها توسلهم بأساليب التضليل السافلة ككتمان الحق ، أو تلبيسه بالباطل ، أو الايمان ثم الارتداد ، لا لقاء الشك في النفوس. ثم يناقش بعض الآثار العملية للفكرة العنصرية متمثلة في الخيانة بالامانة.
ويبين أخيرا : دور علماء الدين والثقافة ، المنحرفين في تضليل الجماهير ، بإعطائهم ثقافات مريضة ومسمومة وكيف ان هذا الدور يناقض دور عالم الدين أو المؤمن الصادق.
بينات من الآيات :
[٦٠] ان الحق مقياس التقييم السليم. لا الرجال ولا العنصر والحق من الله. فهو الذي يهدي اليه ، وهو الذي يجزي عليه ، وهو الذي يضمن تنفيذه بالتالي شئنا أم أبينا. ولأنه من الله فلا أحد يستأثر به ، أو يحكم باسمه الناس ، ويتخذهم عبيدا ، لأن الله رب الجميع ، وليس لطائفة دون اخرى ، ولأن الحق لله فهو لا ريب فيه ، لأن مصدر الشك هو الهوى والمصلحة والجهل ، وتعالى الله عنها.
دلائل صدق الرسالة
اننا قد نشك في دعوة مصدرها رجل ، وعنصر ، أو قوم أو أهل إقليم ، لاننا نعرف ان الرجل قد يكون جاهلا أو ساذجا أو خبيثا ، وانه قد يتأثر بضغوط مصالحه أو مصالح عنصره أو إقليمه أو قومه. بيد ان الله لا يرقى اليه شك من هذا النوع أو من غير هذا النوع سبحانه.