(الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ)
[٦١] يقين الرسول برسالته شاهد حق على صدقها ، ذلك ان هذا الايمان لا يجتمع أبدا مع كذب الرسول أو خداعه للناس ، ولكن كيف يمكن للناس ان يكتشفوا صدق الرسول في ايمانه برسالته ويقينه التام بمضمونها؟ هل من خلال أقواله فحسب؟ كلا .. بل من خلال ممارساته العملية ، ومن خلال جهاده وتضحياته وعطائه ، وأيضا من خلال عملية الابتهال حيث تقف طائفتان متعارضتان امام الله ويدعوان على الكاذب منهما ، وبالطبع سيسقط آنئذ القناع عن تلك الوجوه الكاذبة وتشرق الحقيقة من أفق الصادقين.
المباهلة وسيلة لكشف الحق :
والابتهال ـ بالتالي ـ هو نوع من التحاكم امام الغيب حيث يراجع كل طرف ضميره ويحتكم الى تقواه.
(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ)
في الحق فلا تجادل معه جدا لا كلاميا قد يطول ، بل دعه يحتكم الى الواقع ، لان العلم ليس لفظا ولا كلمات تحريرية ، انما هو كشف عن واقع ملموس في الخارج إذا.
(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ)
الى الله ونتضرع في ان يكشف الحقيقة.
(فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ)
وهنا لا يستطيع الكاذب ان يستدرج اللعنة على نفسه فيفتضح ، وقد فعل