الرسول مرة واحدة هذه العملية ، حيث جمع أهل بيته وذهب الى مواجهة نصارى «نجران» للابتهال ولكنهم انسحبوا وافتضحت دعواهم.
[٦٢] ثم إنّ الحق من الله ، والاحتجاج فيه يتم عبر الابتهال الى الله ، ولكن اين يوجد كلام الله؟ في «القرآن» .. حيث يحدثنا من خلال قصصه الواقعية عن الحق ، فالحق في منهج القرآن ليس ألفاظا ولا قواعد مجردة ، انما هو بصائر تعطي من خلال قصص واقعية.
تلك القصص تنتهي الى إقرار حقيقة التوحيد التي تعطي بصيرة تامة وتفسيرا صحيحا لكافة ظواهر الحياة.
ولكن ليس التوحيد الاعتزال عن الحياة الاجتماعية بل التوحيد الذي يعكسه قصص القرآن التاريخية يهدينا الى رب يهيمن على الحياة ويدبرها وهو عزيز حكيم. فلأنه عزيز تتجلى قوته في الحياة ولأنه حكيم يستخدم علمه. انظروا الى القرآن ماذا يقول :
(إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
[٦٣] ومن لا يتبع الحق فهو بتبع الباطل ، وسوف لا ينتج الّا الفساد. والله ليس بعيدا عنه بل هو عليم به يراقبه ويأخذه على حين غفلة.
(فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ)
[٦٤] كان الابتهال أسلوبا يهدف : اقناع الكفار من أهل الكتاب بالرسالة ، والأسلوب الآخر : هو طرح طريقة للوفاق تتضمنه هذه الآية ، التي دعت الى المساواة على صعيد التوحيد ، حيث لا يشرك بالله شيئا في التفكير والسلوك وتسقط كل القيم الاجتماعية غير قيمة الحق فلا عنصر ولا رجل ولا قوم ولا .. ولا .. ولا ..