وحتى داخل المجتمعات الصغيرة بل داخل تجمع صغير لو سادت هذه المبادئ لكانت وسيلة للتلاحم الأكثر ، والانتاج الأفضل ، لو سادت قيمة المساواة امام القانون ، وقيمة التوحيد وعدم الاعتقاد بأية قيمة ارضية باطلة ، وقيمة الحرية وعدم الاستعباد.
ان هذه الآية تجسد جوهر سورة آل عمران .. فهي دعوة الى الوحدة وعلى أساس الحق وبناء التجمع التوحيدي الذي يتمحور حول الحق وينبذ القيم الباطلة.
[٦٥] حين رفعت الآية السابقة لواء المساواة وعدم استعباد فريق لفريق ، فانها تضمنت دعوة صريحة لنبذ صنمية وعبادة الأشخاص ، والتمحور حولهم ومحاولة الانتساب إليهم.
تلك الحالة التي تقف امام وحدة المجتمع البشري ، كما انها تعترض طريقه نحو التقدم والصعود ، حيث يفقد البشر قدرته على الإبداع. وثقته بذاته من أجل التقدم.
وضربت هذه الآية مثلا على ذلك من واقع إبراهيم عليه السلام ، حيث حاولت اليهود والنصارى الارتباط به ، والاختلاف عليه ، ومحاولة كل فريق دعم فريقه باسمه ، متناسين ان عظمة إبراهيم لم تكن بسبب عنصره المتفوق ، أو بسبب لوالده أو قومه أو إقليمه بل لأنه سلّم نفسه لله وأخلص في التوحيد.
ولو انهم اتبعوا ملة إبراهيم في التوحيد ، إذن لوحدتهم تلك الملة ، بدل ان تفرقهم ، ولما فكّروا تفكيرا حزبيا ضيّقا ، ولم يحاول كل فريق ان يكون لجماعته أشد من انتمائه للحق.
(يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ